▬▬▬▬▬▬
▬▬▬▬▬▬
فــي ضــوء المشــهد السيــاسي المرتبــط بالمرحلــة الآنية، والذي يشــهد نشاطاً كبيرا لأفراد ومجموعــات ينتمون إلى المســاحات الواســعة لقوى التغيير، تكونت مسيــرة وطــن كمبــادرة سياسيــة وطنية للانخــراط الكــامل مع القوى التغييريــة على مســاحة الوطن ولصيـاغــة مشــروع سيــاسي وطني يحمــل هدف بناء الدولة المدنية العــادلة والقادرة.
من الواضح أن المنظومة الحاكمة والنظام السياسي، المكوّن خلافاً لكل شرعية دستورية منذ العام ١٩٩٢، يشكّل تهديداً وجودياً مستمراً على المجتمع اللبناني كاجتماعٍ سياسي من جهة وعلى لبنان كوطن من جهة أخرى.
إن هذه المنظومة التي تحكّمت بكل مكونات الوطن ومقدراته قد عملت ولا زالت على هدم بنيان الدولة بكل مؤسساتها أفقياً وعمودياً. فهي تعمل، وبعكس كل ما تنادي به، بشكلٍ مستمر على استباحة كل مقدرات الدولة والمجتمع وعلى تعميق كل أنواع الصراعات التي أنتجتها بين اللبنانيين من خلال خلق فتن طائفية مستمرة تقتات عليها يومياً. وقد انتجت هذه المنظومة الفاسدة عقداً اجتماعياً مريضاً بهدف ضمان استمرار سلالاتها السياسية والعائلية والمصلحية كما عمّقت ارتباطاتها بكل المحاور والمؤثرات الخارجية التي تساعد على استمراريتها.
ومن هنا، وبوجه هذا الخطر الذي يشكل تهديداً وجودياً للمجتمع وللبنان الوطن، يتوجب على اللبنانيين جميعاً النهوض للقيام بواجبنا الوطني لصيانة المجتمع وحماية الوطن. هذا النهوض يجب أن يستمر وينمو بوجه المنظومة الحاكمة ليتصدى لتوسعها وتشعبها في كل جوانب الدولة والمجتمع وليمنعها من الاستمرار في زرع كل أنواع السموم التي تدعو إلى الفرقة والمواجهة بين اللبنانيين.
هي مواجهة مستمرة، بين لبنانيين مواطنين وسلطة مغتصبة لحقوقهم بكافة أشكالها؛ ضمن برنامج عمل سياسي جامع وضامن للبنان ووحدته، تحت شعار "إعادة بناء الدولة" التي دمرتها هذه المنظومة الحاكمة، انطلاقاً من الدستور وبناءً على تطبيقه كاملاً بدون اجتزاء أو استنساب حتى الوصول إلى الدولة المدنية العادلة والقادرة.
وعلينا أن نستمر بنهوضنا لمواجهة المنظومة الحاكمة، والعمل الحثيث لتكوين حالة سياسية وطنية ملتزمة مشروع بناء الدولة التي ترتقي الى مستوى الوطن الذي نصبو إليه.